يبدو أن الدور الذي تلعبه الروحانيات العالية التي تُميز الفن بأشكاله المختلفة في جعل العاملين بهذا المجال يقبلون على الالتزام، لم يعد قاصرا على التأثير في الفنانين المسلمين فقط، والذين أعلن العديد منهم عن اقتصاره على تقديم الفن الإسلامي، ولكن هذا الدور تعدى الى غير المسلمين، حيث أعلن العديد من الفنانين الغربيين اعتناقهم للإسلام في الآونة الأخيرة .
وكانت نجمة الغناء الفردي بفرقة "إنشيانت" لموسيقى الميتال الأسطورية ديدلي كريستين، قد أعلنت إسلامها مؤخرا من الفنانين الأوربيين، وحدث ذلك أثناء إعدادها كتاب عن أثر الآخرة على سلوكيات الإنسان في الحياة الدنيا وأسرار المخلوقات، وتعرفت حينئذ على القرآن الكريم واتخذت قرارا مصيريا غيّر مسرى حياتها، فقد قررت أن تمضي البقية الباقية من حياتها ليس في معصية الله بل في طاعته. ولم تستسلم كانت بلا دين لضغوط عائلتها وأسرتها الذين حاولوا أن يجبروها على ترك الإسلام؛ نظرا لشهرتها الكبيرة التي بدأت عام 1990 عندما بدأت تعمل كمغنية منفردة بفرق موسيقى الميتال والقوطية السوداوية في كل من سويسرا وإيطاليا
واشتهرت ما بين أعوام 1994- 2004 عندما أصبحت المغنية المنفردة لفرقة "إنشيانت" الأسطورية، ولكنها صدعت بأمر الله ورضيت لنفسها الإسلام دينا وهي في أوّج شهرتها ..... إنها ديدلي كريستين.
وأحدث قرار ديدلي اعتناقها الإسلام زلزالا في كل الأوساط التي عرفتها، حتى إن أباها الذي كاد أن يلبس السواد من حزنه فضل أن تكون ابنته ملحدة على أن تدخل الإسلام.
ولم تكتف ديدلي بتلقي الضربات من الآخرين بل تحولت إلى الهجوم وشرعت في الرد على الافتراءات التي تكال لدين الله من خلال صفحتها الإلكترونية، وتقوم بشرح الإسلام الحقيقي الذي يتطلع إليه الناس في أوروبا، وهي تعيش الآن في السويد مع زوجها الذي كان موسيقارا أيضا.
إن ديدلي كريستين أو هيام نور – وهو اسمها الذي اختارته لنفسها بعد إسلامها - تعتبر مثالا للمسلم الحركي الذي يكل ولا يتعب. فبمجرد أن أعلنت هيام نور عن إسلامها تعرضت لما ذكرناه من كل أنواع الضغوط والنبذ حتى من أقرب الناس إليها، لكن ذلك لم يفت في عضدها ولم تنزو عن الحياة بل واجهت كل الضغوط والانتقادات والإهانات.
وكات ستيفنس- مطرب الروك الشهير- هو أحد أبرز الأمثلة على أن الكثير من الحيارى في الغرب في شوق شديد للإسلام؛ للخلاص من كافة الأزمات النفسية والاجتماعية التي يعيشونها، ويحكي قصة إسلامه قائلا: أحضر لي أخي من القدس نسخة مترجمة من القرآن وعلى الرغم من عدم اعتناقه الإسلام، إلا أنه أحس بشيء غريب تجاه هذا الكتاب وتوقع أن يعجبني وأن أجد فيه ضالتي
ويمضي في حديثه قائلا:"عندما قرأت الكتاب وجدت فيه الهداية فقد أخبرني عن حقيقة وجودي والهدف من الحياة وحقيقة خلقي ومن أين أتيت. وعندها أيقنت أن هذا هو الدين الحق، وأنّ حقيقة هذا الدين تختلف عن فكرة الغرب عنه، وأنها ديانة عملية وليست معتقدات تستعملها عندما يكبر سنك وتقل رغبتك في الحياة، مثل المعتقدات الأخرى.
ويستطرد قائلا: يصم المجتمع الغربي كل من يرغب في تطبيق الدين على حياته والالتزام به بالتطرف، ولكني لم أكن متطرفاً فقد كنت حائراً في العلاقة بين الروح والجسد، فعرفت أنهما لا ينفصلان وأنه بالإمكان أن تكون متديناً دون أن تهجر الحياة وتسكن الجبال، وعرفت أيضاً أن علينا أن نخضع لإرادة الله، وأن ذلك هو سبيلنا الوحيد للسمو والرقي الذي قد يرفعنا إلى مرتبة الملائكة. وعندها قويت رغبتي في اعتناق الإسلام.
ويقول: "بدأت أدرك أن كل شيء من خلق الله ومن صنعه وأنه لا تأخذه سنة ولا نوم، وعندها بدأت أتنازل عن تكبري لأني عرفت خالقي وعرفت أيضاً السبب الحقيقي وراء وجودي، وهو الخضوع التام لتعاليم الله والانقياد له، وهو ما يعرف بالإسلام وعندها اكتشفت أني مسلم في أعماقي. وعند قراءتي للقرآن علمت أن الله قد أرسل بكافة الرسل برسالة واحدة،إذن فلماذا يختلف المسيحيون واليهود؟ نعم، لم يتقبل اليهود المسيح لأنهم غيروا كلامه، وحتى المسيحيون أنفسهم لم يفهموا رسالة المسيح. وقالوا: إنه ابن الله، كل ما قرأته في القرآن من الأسباب والمبررات بدا معقولاً ومنطقياً
وهنا يكمن كما يقول ستيفنس، والذي سمى نفسه يوسف إسلام جمال القرآن فهو يدعوك أن تتأمل وأن تتفكر وأن لا تعبد الشمس أو القمر بل تعبد الخالق، الذي خلق كل شيء. فالقرآن أمر الإنسان أن يتأمل في الشمس والقمر وفي كافة مخلوقات الله. فهل لاحظت إلى أي مدى تختلف الشمس عن القمر؟ فبالرغم من اختلاف بعدهما عن الأرض إلا أن كل منهما يبدو وكأنه على نفس البعد من الأرض! وفي بعض الأحيان يبدو وكأن أحدهما يغطي الآخر! سبحان الله!
المطرب اليوناني يوسيف كان أحد النماذج التي اعتنقت الإسلام من فناني الغرب، حيث أعلن إسلامه بعد 3 شهور من طرح ألبومه الثاني "اسمها ياسمين" ، وأكد يوسيف أنه اعتنق الإسلام بعد إقامة بالقاهرة استمرت 4 سنوات.
وقال: إنه خلال إقامته في مصر شهد التسامح في المعاملة، ولذلك كان قرار دخوله الإسلام، حيث توجه إلي مشيخة الأزهر وأعلن إسلامه موضحا أنه ينوي الزواج من فتاة مسلمة كان قد أحبها، ولكنه أعلن إسلامه حبا في الدين وليس من أجل ارتباطه بها، وقال: إنه في حالة إنجابه لولد سوف يطلق عليه اسم محمد، وإذا رزقه الله بفتاة سوف يسميها فاطمة.
ويقول يوسيف أنه حين أتى إلى مصر شعر بأن هناك شيء زيادة عن الغرب بالنسبة للدين، ففي العالم الغربي الدين الإسلامي غير معلن عنه بالصورة الكافية، فكان هناك بالنسبة له شيئا ناقصا مثل خواء روحي وفراغ فكري وقلق دائم من لا شيء.
ويواصل حديثه قائلا: قمت بالنقاش مع أناس كثيرون ومع أناس منهم علماء ودارسون للدين فتناقشت معهم وسألت عن أشياء كانت تدور داخلي ولا أجد إجابة عنها، منها قصص عن المسيح ومسألة إيمانهم بأنه هو الله أو ابن الله وتوقفت أمام مسألة الثالوث فهل يعقل أن يكون الثلاثة في واحد، وتوقفت أمامها كثيرا ووجدت أنّ الإسلام شرحها بطريقة سليمة وأنه قدم النقطة الأقرب إلى العقل والقلب. فلماذا لا نقول أم المسيح بشر؟ مثل ما جاء في القرآن فهو نبي ومعلم أرسله الله. فلماذا نقول أنه الله؟ ونلبسه صفه الألوهيه. وكيف نقول أنه إله وهو ابنه في ذات الوقت؟ وكيف يكون الله تعالى خالق الخلق ويتمثل في رحم السيدة مريم؟ ويصبح أبا وابنا في ذات الوقت وهو القادر على أن يعفو ويغفر. فلماذا يضع نفسه في مثل هذه الحقارة؛ ليتحمل خطيئة بني آدم وهو القادر على الغفران.
ويضيف:هذه الأسئلة بحثت عن إجابات لها فلم أجدها إلا في القرآن فالقرآن يقول عن عيسى (اصطفاه الله واجتباه) ويقول أيضا (لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) ففي الآية الأولى يؤكد على أنه بشر وفي الثانية يؤكد على الوحدانية والقدرة ويؤكد أيضا أن عيسى بن مريم بشر، فكيف يكون هو الله ويشارك الله في ملكه فهذه الآيات أعجبتني وهذه الإشارات إلى عيسى ومريم في القرآن أراحتني وطمأنتني.
====================
إسلام تايم - صابر عيد
الأربعاء 18 يونيو 2008, 6:21 pm
