طالب د. عاطف البنا أستاذ القانون الدستوري بجامعة القاهرة بالضغط السياسي والإعلامي للحيلولة دون توقيع أية عقوبات على الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي رشق الرئيس الأمريكي جورج بوش بالحذاء في مؤتمرٍ صحفي أثناء زيارته للعراق أمس الأول.
وأوضح البنا لـ(إخوان أون لاين) أن ما قام به الزيدي لا يخرج عن كونه جنحة ولا يُعاقب عليها إلا إذا نصَّ قانون العقوبات العراقي على ذلك، كما أشار إلى أن مسألة إهانة رمز دولة لا يُعتدُّ به منذ فترة، خاصةً في ظلِّ حرق أعلام الدول وترديد عبارات تُمثِّل إهانةً لعددٍ من رؤساء دول كأمريكا وبريطانيا وغيرهما، فضلاً عن أن بوش نفسه لم يعتبرها إهانةً، وعلَّق بأسلوبٍ فيه تهكُّم قائلاً: إن ما حدث دليل على الحرية، وإن الحذاء مقاس 10.
وطالب الخبير القانوني بتقديم بوش نفسه للمحاكمة بتهمةِ ارتكاب جرائم حرب في العراق، خاصةً بعدما اعترف بعدم صحة المعلومات التي استند إليها في قيادةِ تحالف لغزو العراق، مشيرًا إلى أن هناك مطالباتٍ لمحاكمته أمام محكمة الجنايات الدولية؛ لأنه ارتكب في حقِّ العراق جرائم خطيرة.
ويؤكد د. عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق أن الصحفي العراقي مقاوم وفقًا للقانون الدولي؛ لأن العراقَ دولة محتلة، وبوش هو المحتل، وبالتالي يتيح القانون الدولي مقاومة الاحتلال بمختلف الأساليب سواء بالكتابة أو السلاح أو حتى "الجزمة" التي وصفها الأشعل بأنها أحدث وسائل المقاومة.
وحذَّر الأشعل من قيام السلطات العراقية بإعدام منتظر الزيدي كما فعلوا مع صدام حسين الذي حُكم عليه بالإعدام في أضعف قضية كان يُحاكم فيها التي عُرفت بقضية الدجيل، مطالبًا بتنسيق عربي قانوني في هذا المجال.
وقال الأشعل: هناك كبت وغليان وقهر مكتوم؛ ولذلك فإن هذا الحادث الرمزي كان تنفيسًا عن جموع العرب، وهذا الطاغوت الذي كان يُخيف الحكومات العربية ضُرِبَ بالحذاء، فيجب على الحكومات أن تقترب من شعوبها؛ لأن الصنم الذي يتبعونه لم يعد له قيمة، مشيرًا إلى أن بوش ضُرِبَ في نفس اليوم الذي تم فيه إعدام صدام حسين قبل عامين، وإن هذه الوقعة موجهة لكلِّ الحكام العرب الذين ساروا في ركب بوش وسياسته وكل مَن ساعده على غزو العراق، فضلاً عن عدم اعترافهم بوجود احتلال أو مقاومة على حدٍّ سواء.
منقول