بعد أن تمتع ملايين المسلمين الأسبوع الماضي برجم إبليس اللعين في المشاعر المقدسة.. تمتع مئات الملايين من المسلمين وغيرهم أمس بمشاهدة رجم حفيده في القرن الحادي والعشرين الرئيس الأمريكي جورج بوش.
وهناك أوجه شبه جلية بين الرجمين تتمثل فيما يلي:
- إن رجم الشاخص في الأراضي المقدسة رمز لرجم إبليس اللعين الذي أغوى بني آدم وأخذ على نفسه العهود بإضلالهم إلى يوم الدين، وكذلك فإن رجم بوش رمز لرجم الطغيان والتجبر في الأرض والإبليسية الجديدة التي أخذت على نفسها العهود بإعادة الحروب الصليبية لأرض الإسلام.
- مكان الرجمين أيضًا له دلالة؛ فرجم إبليس يتم كل عام في المكان الذي حاول فيه ثني نبي الله إبراهيم عن تنفيذ ما أمره الله به، وحاول الوسوسة لابنه وزوجه لمنعهم من ذلك، ورجم بوش تم في الأرض التي تعهَّد فيها بنشر ديمقراطيته المزعومة وبسط سيطرته على العالم أجمع.
- إن كيد الشيطان كان ضعيفًا؛ حيث يسهل الوصول إليه والنفاذ إلى قلاعه الحصينة بالالتجاء لله تعالى والاستعاذة به منه، وكذلك الوصول إلى بوش ورجمه اتضح أنه سهل على مَن أراد وعزم على النيل منه؛ فرغم الحراسات المشددة وعنصر المفاجأة في الزيارة إلا أن ذلك لم يحُل دون الوصول إليه والنيل من كبريائه.
- كذلك فإن الراجمين في الحالتين بينهم وجه شبه؛ فمن رجم إبليس رجمه لما أحدثه من إغواء وإضلال وإفساد في الأرض؛ فكلٌّ من الراجمين في المشاعر المقدسة ناله من إبليس أذى وغواية، وكذلك فإن راجم بوش ناله منه أذى كثير باحتلال بلاده وانتهاك أعراض أهله، وقد قيل بأن هذا الصحفي اختطف وناله أذى كثير من الاحتلال وأذنابه.
- أيضًا فإن عقيدة الراجمين في الحالتين بينها وجه شبه فراجمو إبليس يفعلون ذلك تعبدًا وتقربًا لله تعالى وهم يدركون أنهم في حقيقة الأمر لن ينالوا من إبليس نيلاً مباشرً وحسيًّا، لكنه نيلٌ معنوي، وكذلك فإن راجم بوش انطلق من عقيدة ومحاولة للثأر من كرامته بقدر ما يستطيع رغم أنه يدرك أنه لن يصيب بوش ولن يقتله بحذائه، لكنه انتقام معنوي من الدرجة الأولى.
- كذلك دلالة الرجم في الحالتين متشابهة؛ فرجم إبليس إيذان بالانعتاق من أسره والفكاك من شرَكه والخلاص من وسوسته، وكذلك فإن رجم بوش إيذان بانتهاء عهده المشئوم والخلاص من شروره ومصائبه.
- كذلك فإن كثيرًا من مشاهدي الرجمين متشابهون في المواقف؛ فمن لم يستطع الوصول للأرض المقدسة لرجم إبليس كان مساندًا ومؤازرًا لمَن ذهبوا ورجموا، وكذلك فإن مئات الملايين من قلوب المسلمين مؤازرة ومؤيدة للصحفي العراقي الذي اهتبل الفرصة ولم يضيع اللحظة لإرواء غليل الكثير من المتعطشين لرجم السياسة البوشية الإبليسية.
- كذلك فإن تأثير الرجمين متشابه؛ فمن لم يذهب لرجم إبليس في مكان الرجم المقدس فيمكنه رجمه من أي مكان وبوسائل شتى لأن كيده ضعيف، وليس له سبيل إلا على من سلموا له قيادهم ولجامهم، وكذلك فإن رجم بوش وأعوانه يجب أن تتعبد به كل النفوس الطاهرة في كل بقاع الأرض، وأن ترجمه بقذائف الحق ونعال الحرية هو وقرينه من بني من البشر؛ فإن هيبته انكسرت في النفوس وكبرياءه أصبح في أسفل سافلين.
- المرجوم به متشابه في الحالتين؛ فرجم إبليس يكون ببعض الحصى الملتقط من الأرض وبعض المتحمسين والمندفعين ربما يرجمونه بأحذيتهم، وكذلك فإن رجم بوش تم بما استطاع الصحفي التقطاه من الأرض وهو حذاؤه الذي علا جبهة بوش ورأسه.
- كذلك فأن أتباع المرجومين متشابهون؛ فإبليس وأتباعه يهيلون في رؤوسهم التراب يوم الرجم، ويحاولون الانتقام من الراجمين بشتى الطرق ومختلف الوسائل، وكذلك فإن أتباع المرجوم بوش كانت في عيونهم الحسرة والقلق، وانهالوا على الراجم ضربا وتبكيتا ولا ندري ماذا هم فاعلون به؟.
وبعد فإن ما لا نستطيع الحكم عليه هو تأثير الرجم على أتباع المرجومين وعقبه؛ فإبليس أضلَّه الله وتيقن أنه هالك وأن مصيره إلى نار جهنم؛ ولذلك فإن الرجم كل عام لا يجدي معه شيئًا ولا يُغيِّر من موقفه من بني الإنسان، ولكن لا ندري هل سيجدي رجم بوش مع عقبه فيأخذ منه العبرة والعظة أم أنه ختم الله على قلبه وبصره فيورد نفسه وبلده مورد التهلكة واستمرار الضرب بالنعال؟
هذا ما ستُجيب عنه الأيام القادمة من عهد أوباما؟!
الثلاثاء 16 ديسمبر 2008, 1:56 pm
