تل أبيب: صدر مؤخرا كتاب "المكان" للشاعر الإسرائيلي زيلي جوربيتس. يفتتح الكتاب بمقالة كتبها جوربيتس بالتعاون مع عالم الاجتماع جدعون آرن بعنوان عن المكان "أنثروبولوجيا إسرائيلية".
يؤكد كل من جوربيتس وآرن في الكتاب - وفق جريدة "أخبار الأدب" الإسبوعية - أنه منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي وحتي نهاية الثمانينيات، بدأ إسرائيليون كثيرون يشعرون بعدم ارتياح تجاه هويتهم والمكان الذي يحيون فيه ومعني حياتهم.
ولكن جذور عدم الارتياح الاسرائيلي تجاه الأرض تكمن في النظرة اليهودية لمفهوم المكان.
تبدأ اليهودية بأمر بترك المكان. كما أن أرض إسرائيل لا تذكر أبدا باعتبارها موجودة في مكانها، وإنما دائما في علاقتها بالمنفي أو بالصحراء.
ولا يتحول بنو إسرائيل إلي شعب، أي يتحولون من شعب العبيد إلي شعب الأرض، إلا في مصر، ويتم تنزيل الوصايا في الصحراء، حيث يري موسي الأرض أمامه ولكنه لا يدخلها.
يري المؤلفان أنه حتي الصهاينة والإسرائيليين الذين هاجروا إلي أرض إسرائيل بغرض البحث عن مكان يحيون فيه لم يستطيعوا إدراك هذا.
كانت أرض إسرائيل التي رغبوا في الذهاب إليها مجرد فكرة إلهية أو أسطورية أو توراتية، لم تصمد أمام الحقائق. الصهاينة صعدوا إلي أرض إسرائيل أو هبطوا منها، ولكنهم أبدا لم يكونوا فيها.
وحتي عندما يكونون مولودين فيها فهم دائما ما يفتشون وراءها، عن أصولها وحدودها وعن الوعد الكبير الإلهي بالأرض التي تفيض لبنا وعسلا.
حتي عندما يولدون فيها فهم لا ليسوا مواطنين وإنما يواصلون طول الوقت عملية الاستيطان ، وتمتد هذه الشيزوفرانيا بين المكان الإلهي والمكان الجغرافي، بين التوراة والأرض، بين القدس العليا، والقدس المدينة، حتي الآن.