قوم يا مصرى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


قوم يا مصري
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 القشة والخشبة والمأثور الفاسد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
القلب الماسى




عدد الرسائل : 94
تاريخ التسجيل : 11/05/2008

القشة والخشبة والمأثور الفاسد Empty
مُساهمةموضوع: القشة والخشبة والمأثور الفاسد   القشة والخشبة والمأثور الفاسد Emptyالخميس 15 مايو 2008, 10:19 am

عصام علي
ليست السلبية هي مكمن الخطورة في الوضع السياسي والاقتصادي بل والاجتماعي والأخلاقي في مصر حاليا لكن الخطير حقا هو ما تمخض عن هذه السلبية من قبل عدد ليس صغيرا من المواطنين في البلد وهو انحياز بعض الناس إلي جانب الباطل البين ومحاولة اختلاق الأعذار له وتبريره رغم فداحة الخطأ وعظم الجرم. ولأن "السينما كلها مخبرين" فأن هؤلاء ينطلقون من باب "أنا مش معاهم يا بيه" إلي الحديث أحيانا عن صعوبات تواجه النظام ولانتقاد المعارضة والمعارضين فهم باختصار يرون "القشة التي في عين المعارضة ولا يرون الخشبة التي في عين النظام".


هم يفعلون هذا عن وعي وحضارة عمرها أكثر من سبعة آلاف عام من الخوف والرعب والرقابة الذاتية التي هي أخطر وأكثر رعبا من الرقابة الخارجية .. فهم يتحسسون الكلمات والآهات رغم أنهم مثلنا لا يرضون عن النظام ويعانون من ويلاته وإخفاقاته المتكررة في كل المجالات .. يعانون من الغلاء والاحتكار وفقدان الكرامة .. يعانون من تكميم الأفواه وقهر العدالة والفساد الذي وصل للركب حسب المسئول البارز في النظام .. يعانون مثلنا من قتل الإبداع ونحر الحريات قربانا للنظام .. يعانون من التسلط الأمني وتغييب القانون وإهدار أحكام القضاء ... تطأهم السلطة الغاشمة بالأقدام مثلنا تماما ولكنهم يسيرون وراء الحكمة القائلة "عش ندل تموت مستور" وكيف تموت مستورا وأولادك لا يجدون قوت يومهم .. كيف تعيش مستورا ولا مكان لأبنك أو بنتك في العمل بدون أن تدفع أو تكون لك واسطة ... كيف يمكن أن تموت مستورا وأنت مرعوب علي مستقبل أولادك ... كيف تموت مستورا والله يحاسبك علي موقفك من النظام وهل أنكرت هذا السيل من الظلم ولو بقلبك.


يدرك هؤلاء هذا كله لكنهم ينطلقون من موقف نفساني بسيط هو أنهم بالإقرار بفساد النظام التام وعدم صلاحيته وبالإقرار في المقابل بحقوق الناس كلها في المطالبة بتداول السلطة وفتح الأبواب ونزاهة الانتخابات وتنفيذ أحكام القضاء وتقليص صلاحيات الحاكم وإلغاء الطؤاري والمحاكم العسكرية للمدنيين واستقلال القضاء والصحافة والشفافية وعودة البعد العروبي والإسلامي لمصر المحروسة وتسليم دفة الوطن للمواطن البسيط يضعها في يد فريق أو أكثر من الوطن يكون له الحق في محاسبتهم وعزلهم أو تجديد الثقة بهم .. وسيادة دولة القانون بحق وليس علي الورق بمجلس شعب منتخب حقا من الشعب وبلجنة تأسيسية تبدأ علي الفور في عمل دستور جديد يواكب المرحلة ويتخطي كل أخطأ وخطايا الماضي الأليم لكن ذلك يعني بالنسبة لهم ضرورة اتخاذ موقف هم غير مستعدون له. يدرك هؤلاء كل شيء ولكنهم يراوغون ويحتالون ويدافعون أحيانا عن النظام علي خلفية أنه "ليس في الإمكان أبدع مما كان".


لذلك وتمشيا مع المأثورات الديكتاتورية الموروثة من قديم ينطلق هؤلاء لكي يروا القشة في عين المعارضين فهم مستاءون للغاية من كسر الحدود في قطاع غزة لأن ذلك يهدد النسيج الوطني المصري ويهدد وحدة الأراضي المصرية وفق مخطط لتوطين الفلسطينيين في سيناء وينسي أولئك تماما أن هناك أرض مصرية لازالت مغتصبة من قبل اليهود هي أم الرشراش (ميناء إيلات) الذي هو نافذة اليهود علي البحر ويتجاهل هؤلاء أن إسرائيل من وجهة نظر النظام هي صديق في حين أن حماس عدو لم يدفعه الجوع والحصار لكسر الحصار بل جاء لكي يحتل سيناء!!! ينسي أولئك أن مصر تسمح للصهاينة بدخول الأراضي المصرية لمدة خمسة عشر يوما بالبطاقة الشخصية بينما تحرم علي المرضي الفلسطينيون الخروج للعلاج من معبر رفح ويموت الناس علي المعبر ولا مجيب لزفرات الآلام ولا ينفطر قلب أحد علي هذه الأرواح التي تصعد لباريها تشكو ظلم الأخوة وتجبرهم في وجه بعضهم البعض ونعومتهم في وجه أعداء الوطن والدين والبشرية.


يري أولئك القشة في عين العمال الذين دمروا بعض الممتلكات وهو أمر لا نقر به ولا نرضاه لكننا نطلب منهم ذات الموقف بأن يروا الخشبة في عين من باعوا الوطن وكرامة المواطن واحتكروا قوته واحتقروا شخصيته. نطلب نفس الموقف منهم تجاه من تنازلوا عن ثوابت الوطن وعرضوا أمنه للخطر بحماية أمن العدو وبيع الغاز له. نريد من أولئك أن يروا (إن كانوا يريدون) أين أصبح الوطن وكل مقدس فيه يُهان وكل حر فيه يُستعبد وكل شريف فيه مهدد بالتغييب خلف الأسوار لا لشيء سوي لأنه يحب هذا الوطن ومستعد للتضحية من أجله.


يري أولئك القشة في عين المعارضة عندما تدعم حق الإضراب وهو حق دستوري تكفله كل المواثيق والقوانين ولا يرون الخشبة التي في عين النظام عندما يستبيح الوطن والمواطن ويجمد الحياة السياسية ويمنع الناس من أقل حقوقهم فيمنع حق الترشيح من المنبع بل ويعتقل كل من طالب بحقه في ذلك. لا يري هؤلاء كيف أن النظام أوصل البلاد إلي حالة من الانسداد السياسي والضعف الاقتصادي غير مسبوقة بينما يري الناس الأمور تتغير في كينيا وموزمبيق ومن قبلها في السنغال وموريتانيا وبلاد واق الواق. يري النظام يسير عكس حركة التاريخ يسابق الزمن يضع العصا في العجلة لكي لا يحصل هذا الشعب علي حقه وحريته.


هؤلاء المرضي أكثر خطرا من السلبيين (فكلنا نخاف ونتردد ونتقدم خطوة ونتأخر خطوة وهذا طبيعي) لكن هؤلاء مثبطون لا يريدون لهذا الوطن أن ينمو ويستقل ويشب عن الطوق. أنهم من حيث يدرون أو لا يدرون يدعمون الديكتاتورية والظلم والفساد وتكميم الأفواه. إن هؤلاء مناصرون للنظام ومن أهم أعوانه لأنهم في النهاية أنا وأنت .. هؤلاء أرجو إلا يكونوا ممن يبيعون دينهم بدنيا غيرهم.


(منقول )
(الشرقية أوت لاين )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القشة والخشبة والمأثور الفاسد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قوم يا مصرى :: المنتديات السياسية و الإخبارية :: التحليل السياسى-
انتقل الى: