قوم يا مصرى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


قوم يا مصري
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 "المرأة ... سواق أتوبيس" على الطريق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
القلب الماسى




عدد الرسائل : 94
تاريخ التسجيل : 11/05/2008

"المرأة ... سواق أتوبيس" على الطريق Empty
مُساهمةموضوع: "المرأة ... سواق أتوبيس" على الطريق   "المرأة ... سواق أتوبيس" على الطريق Emptyالخميس 15 مايو 2008, 11:52 am

إذا اضطرتك الظروف للبحث عن عمل بهيئة النقل العام المصرية فاطمئني لن يسألك أحد هناك: "انت جاية تشتغلى إيه"؟! ولن تضطري لتغيير اسمك لـ "عبده"، فبعد هروب السائقين الرجال بسبب ضعف المرتبات، أعلن رئيس الهيئة أن الحل الوحيد لتشغيل اتوبيساته المعطلة في الجراجات هو الاستعانة بسائقات نساء، وأصبح من حقك كامرأة أن تقتحمي هذا المجال الجديد.. ومادامت تجيدين قيادة السيارات وعملت سائقة للتاكسي والميكروباص وأخيرا "التوك توك"، فلماذا لا تحققين انفتاحا جديدا وتقودين الأتوبيس؟


كانت هيئة النقل العام في مصر قد أعلنت عن عزمها الاستعانة بالمرأة في قيادة أتوبيسات النقل العام، في محاولة لمواجهة العجز الكبير الذي تعاني منه في أعداد السائقين ، بعد أن هرب عدد كبير من سائقي الهيئة من العمل بها متجهين للعمل في شركات السياحة والقطاع الخاص بحثاً عن فرصة عمل بمرتب أكبر.


وقد وجد هذا الإعلان ترحيباً بين بعض النساء على اعتبار أنه سيتيح لهن فرصة للعمل، ووجدها البعض الآخر مهنة صعبة وشاقة علي المرأة تواجه فيها العديد من المشاكل، أبسطها التحرش اللفظي من سائقي السيارات الرجال وتجاوزات الركاب وتعليقاتهم اللاذعة، بالإضافة الى الصعوبات التي قد تواجهها نتيجة الأعطال المتكررة للعربات، بينما رفضها البعض رفضا تاما من باب العادات الاجتماعية التي لا تقبل المرأة على هذه الصورة.


حوادث النساء أقل


جاء في دراسة تشيكية حديثة أن الاعتقاد السائد بأن الرجال يقودون السيارات بشكل أفضل من النساء ليس مبنيا على حقائق، بقدر ما هو مبني على الغرور والثقة الزائدة بالنفس لدى الرجال .


وتؤكد الدراسة أن آخر المعطيات المتوفرة لدى شرطة المرور التشيكية تؤكد بشكل واضح أن النساء يتسببن بحوادث سير أقل من الرجال بأربع مرات، وأن نسبة مساهمة النساء في الحوادث المميتة لا تشكل سوى 11% فقط من هذه الحوادث .


وتلفت الدراسة إلى أن شركات التامين تعرض مبالغ أقل للتأمين على السيارات التي تمتلكها النساء، لأن هذه الشركات متأكدة أن النساء يقدن السيارات بشكل أكثر حذرا وحرصا .


وتؤكد الدراسة أن النساء السائقات لا يبالغن في قدراتهن بل على العكس يخففن منها، كما أنهن لا يستجبن للاستفزازات مثل الرجال، وقيادة السيارة بالنسبة لأغلبهن ليست سباقا أو تنافسا بل شيء عملي وهو الانتقال بشكل أسرع وأكثر راحة من مكان إلى آخر، وعندما ينشأ وضع محرج أمامهن فإن رد فعلهن في الغالب يكون في رفع أرجلهن عن البنزين والفرملة، كما أنهن يدركن بشكل أكبر بأن في الرهان أثناء قيادة السيارة حياة وصحة الناس، أما الرجال ففي أغلب الأحيان تكون ردود فعلهم معاكسة ويحاولون التخلص من الوضع الناشىء أمامهم بزيادة السرعة .


وتؤكد الدراسة أن النساء السائقات يقدن السيارات بمسؤولية وحرص أكبر، ويتسامحن مع أخطاء السائقين الآخرين، كما أن لديهن حاجة أقل لفرض حقوقهن بأي ثمن كان كما يفعل الرجال ويحترمن أكثر تعليمات السير .


اختصت الدراسة كما نرى قيادة النساء في الغرب، ورغم أنها أكدت في إحدى فقراتها على أن طبع النساء لا يختلف من مجتمع لآخر، إلا أن نظرة المجتمع الشرقى في مصر والبلاد العربية للمرأة السائقة تخالف تلك الرؤية..


كلام والسلام


في البداية تري ريهام الحديدي "طالبة" أن مجتمعنا العربي لن يتقبل المرأة في هذه المهنة، خاصة أن قيادة المرأة للسيارة حتى لو كانت ملاكي يعرضها للتحرش اللفظي من جانب الرجال والشباب الذين يحطون من قيمة ومكانة المرأة.


وتري رحاب السعيد "موظفة" أن تعيين السيدات في وظيفة سائق أتوبيس لن يزيد عن كونه كلام أعلام، حيث ستواجهها أزمة البحث عن أماكن مؤهله للحصول على الرخصة المطلوبة للقيادة، وهي لا بد أن تكون رخصة درجة أولى أو درجة ثانية على أقل تقدير، وهو أمر يكاد يكون غير موجود بين نساء مصر، وإن توفر شرط وجود الرخصة، فإن من يحملنها سيفضلن العمل على سياراتهن الخاصة للحصول علي ربح أكثر.


وتقول سهير الامام "ربة منزل" أن عمل المرأة سائقة مهنة غير مألوفة في المجتمع سواء كانت سائقة أتوبيس أو سائقة أجرة، ولكنها قد تضطر إليها نتيجة الظروف المعيشية التي قد تدفعها إلى البحث عن عمل تزيد به دخلها، خصوصا إذا كان دخلها ودخل زوجها لا يكفيان لإعالة أسرتها في ظل ارتفاع تكاليف الحياة في الوقت الحالي.


ويضيف حمدي عبد الحميد "محاسب" :أن مهنة قيادة التاكسي أو الأتوبيس مهنة متعبة جسدياً وفكرياً، فالجلوس وراء مقود السيارة لأكثر من 12 ساعة في اليوم وفي شوارع مزدحمة كشوارعنا والتعامل مع مختلف الطبائع ينهك القوى ويثير الأعصاب، لذا أعتقد أن هذه المهنة رجالية من الصعب على المرأة الدخول إلى عالمها.


الأيدي الناعمة


بينما يري سعيد علي "موظف" أن هذه المهنة لا تلائم المرأة مطلقاً لأن المرأة بطبعها رقيقة ومتأنقة، فكيف ستتصرف إذا تعطلت سيارتها في وسط الشارع أو أصيب إطار من الإطارات الأربعة ، هل ستطلب العون من المارة أم من السائقين الرجال.


مهنة القياة للرجال فقط وأي سيدة تقتحمها مسترجلة.


وقال الحاج محمد حسين سائق بهيئة النقل العام أن هرب السائقين الرجال إلي شركات القطاع الخاص بسبب ضعف مرتبات الهيئة وقلة حوافزها ، لايعني أن تصبح المرأة البديل، فهناك الكثير من الشباب بلا عمل ويتمنون الحصول على مثل هذه الفرصة.


وكان محمود علي "مدرس" أكثر جرأة حين قال أن مهنة القيادة يجب أن تقتصر على الرجال فقط، وأي سيدة تقتحمها فهي مسترجلة، وعلى المجتمع نفسه ألا يسمح للمرأة بالعمل في هذه المجالات.


ويشير مهند السعيد "طالب جامعي" إلى ضرورة فتح المجالات المهنية كلها أمام المرأة، ولها الحق الكامل في اختيار المجال الذي تراه مناسباً لها، لكن قبل ذلك يجب أن تؤهل مهنياً لتنجح وتقطف ثمار جهودها، لأن القيادة وخاصة قيادة السيارات العامه تتطلب مهارات خاصة وقدرة على التحمل خاصة في ظل الزحام الذي تشهده شوارعنا .


رباب الحسين "طبيبة" تقول : قد تكون التقاليد السائدة في المجتمع هي السبب الرئيسي في ابتعاد النساء عن مجال القيادة، وأعتقد أن الأوان قد آن لكسر هذه التقاليد البالية، و أرى أن المرأة جديرة بالعمل في هذا المجال لأنها تمتلك الصبر، وهي أكثر التزاماً من الرجل بالقوانين ولا تخالف الأنظمة أبدا، وهي في كل الأحوال لا تتهور في القيادة مثل العديد من السائقين المراهقين، وستكون أرواحنا آنذاك في أيد أمينة.


أكل العيش مر


حاولنا التحاور مع بعض السائقات والتعرف على دوافعهم للعمل في مثل هذه المهنة، فعلي خط "إمبابة – جيزة" قابلنا سعدية ربيع "أم احمد" التي تعمل سائقة علي ميكروباص، وجدناها تضغط علي المقود بجدية وقد ارتدت بذلة رجالي ووجهها المبتسم لم يمنع إقبالها علي العمل في حزم وصرامه غير متوقعة،


الاسطى سعدية: قيادة الميكروباص أسهل مهنة وربحها كبير!


ينظر إليها الناس نظرة حائرة بين التعجب تارة والإعجاب تارة أخري، اقتربنا منها وسألناها عن أسباب لجوئها لمثل هذا العمل فقالت :" لم يخطر ببالي العمل كسائقة ، خصوصا أن الأمر يحتاج إلى جهد كبير ، ولكن ظروف الحياة اضطرتني إليه بعد مرض زوجي والتزامه الفراش، مما أرغمني على الخروج للعمل".


وأضافت : ولأن زوجي كان يعمل سائقا وتعلمت منه القيادة، أصبحت القيادة أسهل المهن بالنسبة لي ، بالإضافة إلي أنها تدر راتبا كبيرا يعيننا علي متطلبات المعيشة التي ترتفع يوميا.


وعن نظرة الناس لها خاصة الرجال ، أشارت إلى أنهم ينظرون إليها نظرة استغراب واستهزاء ، والبعض ينظر إليها نظرة احتقار ويقول يعني مفيش أي شغل إلا السواقة ، ولكنها قالت أن أكل العيش مر ولابد من التحمل.


وعن إمكانية عملها بهيئة النقل العام بعد صدور القرار قالت أم احمد: طبعا لا يمكنني العمل بالهيئة لأن المرتب قليل جدا، يعني سأتحمل مضايقات من الجمهور والزملاء بمقابل بسيط ، فالعمل الخاص يدر عائدا أكبر بالإضافة إلي أن المواعيد أحددها بنفسي".


سائقة على الطريق


وعلي طريق الهرم سمعنا عن الاسطي "هدي السروجي" سائقة التاكسي.. ذهبنا إليها وقضينا معها رحلة طويلة جبنا فيها معظم شوارع القاهرة، سألناها فأجابت وتحدثت فاستمعنا ، قالت : في بداية الأمر كان العمل صعباً، فالقيادة أمر متعب جدا خصوصا مع زحام الطريق والحرارة المرتفعة ، ونظرات عدم الرضا التي ألمحها في عيون من حولي خاصة الرجال،


الأسطى هدى: سائقوا التاكسي يرفضون منافستي لهم ويتهموني بأخذ الزبائن منهم.


واتهامات سائقي السيارات الذين يعتبرونني منافسة لهم ويتهمونني بسرقة الركاب منهم، لكني في النهاية اعتدت على الأمر وأصبح العمل روتينيا.


وأضافت السروجي أن الشغل ليس عيبا أو حراما، وأن العمل طالما يكون شريفا وأمام جميع الناس ويرضاه الإسلام فلا مانع منه .


وتابعت قائلة : كل سيدة تتمني أن تجلس في منزلها معززة مكرمة، ولكن الظروف قد تدفعها إلي النزول للشارع والعمل في أعمال غريبة لا يرضاها الناس ، فأنا لدي طفلان وزوجي توفي منذ سنة ولم يترك لنا أي شئ سوي التاكسي، فكنت أمام اختيارين إما بيعه أو تأجيره، فوجدت أن تأجيره هو الأفضل ولكن السائق كان يسرقني في الحساب، فقررت العمل عليه بنفسي والحمد لله نجحت ولكن بعد فترة طويلة تعرضت خلالها للكثير من المواقف المحرجة.


ففي إحدي المرات ركب معي رجل وعندما فوجيء بي نزل من التاكسي وهو يتكلم بكلام كثير غير مفهوم لم أسمع منه إلا جملة واحدة:"هم الرجال خلصوا علشان انتي تسوقي ، حرام عليكي اقعدي في بيتك ولمي نفسك" ولكني لم أهتم بكل هذا الهراء وألقيته وراء ظهري واستكملت عملي .


سد عجز الرجال


وأفاد صلاح فرج رئيس هيئة النقل العام بأن الأسباب التي دفعت الهيئة لطلب عمل النساء كسائقات لأتوبيسات النقل العام يرجع إلي أن جراجات حافلات النقل العام تواجه في الآونة الأخيرة نقصا كبيراً في الكوادر، يعود إلى انتقال العديد من السائقين إلى شركات السياحة والنقل للقطاع الخاص، حيث الأجور بها أعلى بكثير مما هي عليه في مؤسسات القطاع العام .


150 حافلة متوقفة عن العمل بهيئة النقل العام بسبب نقص عدد السائقين


وأضاف رئيس الهيئة أنه في القاهرة وحدها توجد 150 حافلة متوقفة عن العمل بسبب عدم وجود العدد المطلوب من السائقين.


وأشار إلى أن قبول النساء على العمل بمهنة سائق يتيح حلا لهذه المشكلة ، بالإضافة إلي أنه يفتح مجال عمل جديد أمام النساء اللاتي يبحثن عن عمل.


وعن الشروط التي يجب توافرها فيهن أوضح ضرورة حصولهن على تراخيص القيادة اللازمة وهي من الدرجة الأولي أو الثانية بعد اجتيازهن الفترة التدريبية الخاصة لذلك.


بكره يتعودوا


من جانبها تري الدكتورة أمال عبد الحميد أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس أن عمل المرأة كسائقة أتوبيس أو كسائقة لأي وسيلة غير سيارتها الخاصة يعرضها للكثير من المواقف المحرجة، سواء بشكل لفظي أو غيره، فالمجتمع اعتاد علي وضع معين للمرأة يكون في الغالب خلف الأضواء وبعيدا عن العيون، وعندما تخرج عن المعتاد تواجه بالدهشة والاستغراب والمعارضة .


انخفاض الدخول وارتفاع الأسعار تدفع المرأة للعمل في مهن غير معتادة.


وذكرت أن أي وضع جديد يكون غريبا، ولكن مع مرور الوقت يتأقلم الناس معه وبالتالي يقبلوه، وهو نفس ما حدث عندما تولت المرأة منصب القضاء فكان الوضع غريبا علي الناس في البداية، وتباينت ردود الفعل تجاهه ولكن مع الوقت قبلوا الوضع وأصبح أمرا طبيعيا وكأنه معمول به منذ الأزل.


وأشارت أستاذ علم الاجتماع إلى أن المرأة نصف المجتمع، ويتخذ البعض هذه المقولة علي أنها جملة عابرة غير ذات معني، وذلك لأنهم يضعون في أذهانهم بعض الأقوال الخاطئة التي تحد من عزيمة المرأة وقدرتها على الخوض في جميع المجالات، ولكن تطلعات النساء تثبت العكس وبالتالي فلابد من إفساح المجال لها في كافة مناحي الحياة .


وأوضحت أن المشكلة لا تكمن في عمل المرأة وإنما في الظروف المجتمعية التي دفعت بها لمثل هذا العمل الشاق والمرهق لها من الناحية الجسدية، فلابد بداية من بحث أسباب هذه المشكلة قبل اللوم عليها .


وقالت الدكتورة أمال :أنا شخصيا أفضل الركوب مع امرأة عن الركوب مع رجل، فالمرأة تتسم بالهدوء والنفس الطويل، وهو أهم ما يتطلبه الطريق الطويل والملئ بالمتناقضات والزحام.


الحل بسيط


وعن الظروف الاقتصادية التي تدفع المرأة لمثل هذا العمل، تؤكد الدكتورة زينب حسين أستاذ الاقتصاد الإسلامي أن الظروف المادية السيئة والارتفاع المستمر في الأسعار هي التي تدفع المرأة أوالرجل للعمل في مهن غير معتادة ،


تحسين أجور العاملين بالهيئة أفضل من طلب المرأة للعمل كسائقة.


فالمرأة الآن تحاول بشتى الطرق البحث عن مصدر رزق لمساعدة زوجها، بالإضافة إلي وجود الكثير من النساء المعيلات للأسرة في غياب الزوج، أو وجوده بشكل صوري فقط مما يدفعها إلي الخروج من منزلها بحثا عن عمل أيا كانت طبيعته.


وقالت الدكتورة "زينب" أن الأمر يكون أكثر صعوبة بالنسبه للمرأة غير المتعلمة التي تكون مجالات العمل محدودة أمامها، فتلجأ إلي أعمال لا تناسب طبيعتها ومنها عملها كسائقة .


وأوضحت أنه بدلا من قبول المرأة في مثل هذه الوظيفة، من الأجدي تحسين أجور العاملين بالهيئة من الرجال لجذبهم بدلا من طلب النساء، مشيرة إلي أن المشكلة اقتصادية بحتة وحلها بسيط جدا في أيدي المسئولين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
"المرأة ... سواق أتوبيس" على الطريق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قوم يا مصرى :: الأسرة :: المرأة المسلمة-
انتقل الى: