جويلي يحذر من مجاعة عربية وإهدار فوائض البترول

حذر الدكتور أحمد جويلي من إساءة العرب لاستخدام الفوائض المالية التي تتراكم جراء بيع 23 مليون برميل بترول يوميا، وقال جويلي: على العرب ألا يكدسوا أموالهم في الخارج ويعملون على توجيهها في تطوير برامج التعليم والصحة وعمل المشروعات التي تفيد المواطنين وتخفيض معدلات البطالة المتزايدة بين الشباب العربي.



وأبدي الدكتور جويلي في حواره مع برنامج " الحياة اليوم " التي أذاعته قناة الحياة الفضائية المصرية مساء أمس الأربعاء، تشاؤمه من عودة نحو 3 مليارات دولار وضعها العرب في مشروعات وبنوك عالمية خلال مرحلة الطفرة البترولية التي شهدتها الأسواق العالمية في فترة الثمانينيات من القرن الماضي، مكتفيا بدعوة القادة العرب لضرورة استثمار الفوائض الحالية التي وصفها بأنها هائلة بعد أن زاد برميل البترول عن 133 دولار في تحسين حالة المواطنين.


وفي مقابلة مع شبكة الأخبار العربية " محيط" بالدكتور جويلي على هامش الحوار أكد أن فرصة الفوائض المالية الحالية قد تكون الأخيرة التي يملكها العرب لتمويل مشروعات كبرى تساعد على تحول المجتمع العربي المعتمد على تصدير سلع ناضبة إلى آخر منتج لغذائه ومشارك في النهضة الصناعية والتجارية التي تحدث في أنحاء العالم.
وأشار الدكتور جويلي إلى أن الدول العربية الفقيرة ستواجه مجاعة خلال العقد المقبل، لعدم قدرتها على شراء الحاصلات والسلع من الأسواق الدولية في وقت تؤكد فيه المؤشرات انخفاض معدلات الإنتاج الزراعي مع زيادة الاستهلاك وندرة الحصول على الحاصلات من الأسواق العالمية.

وقال جويلي: على العرب أن يستخدموا جزءً من الفوائض المالية في تطوير الزراعة وإنتاج حاصلات جديدة بعد أن ضعفت الأصناف التي تزرع حاليا مذكرا بأن خريطة الجينات الوراثية للنباتات أصبحت معروفة مما يكمن العلماء العرب من استزراع محاصيل ذات جودة عالية في أقصر فترة زمنية.

وأكد جويلي أن فشل البرنامج المصري لاستيراد اللحوم من السودان رغم أنها مؤهلة لتوفير اللحوم لكافة الدول العربية يرجع إلى عدم إقامة مشروعات مستدامة لإنتاج وتصدير اللحوم . وطالب جويلي الدول العربية بأن تهتم بالأمن الغذائي

جويلى مع مراسل محيط
باعتباره من أهم سبل تحقيق الاستقرار مذكرا بأن ثورة الجائع مخيفة، وأشار جويلي إلى ضرورة امتلاك الدولة لمؤسسات عامة تمكنها من توفير السلع الحيوية بأسعار معقولة للمواطنين. وقال: آليات السوق لا تعني الفوضى فالسوق الحرة لها ضوابط تحقق مصلحة الموطنين والشركات معا.


وأكد جويلي أن السوق المصري يشهد حالة من الفوضى وارتفاعا غير مبرر في الأسعار، وأضح جويلي أن القمة الإقتصادية للقادة العرب ستعقد في يناير 2009 ، لدراسة سبل تنفيذ السوق العربية المشتركة ودفع حركة التبادل التجاري البيني تبلغ نحو 11% بين الدول العربية في وقت تصل في حجم التجارة بين العرب والأسواق العالمية نحو 88%.
وذكر جويلي في حواره أن الدول العربية أصبحت في حاجة ملحة إلى تنفيذ برامج متكاملة لمد خطوط السكك الحديدية والطرق من أجل تسهيل انتقال البضائع والأفراد،مبينا أهمية ضخ الحكومات لأموال لإقامة المشروعات المتوسطة والصغيرة بالتعاون مع رجال الأعمال.
وحذر من توقف الحكومات عن تمويل المشروعات التي تقرها برامج السوق العربية المشتركة مشيرا إلى أن تكاليف إقامة المشروعات التي أدرجت عام 1980 كانت تكلفتها نحو 40 مليار دولار،وعندما تعثرت زادت التكلفة عن 200مليار دولار