انتقادات مصرية لأوباما بسبب دعوته لوقف تهريب السلاح إلي غزة

عدد الرسائل : 2 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 06/06/2008

انتقد سياسيون تصريحات المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية باراك أوباما أمام منظمة «إيباك» أمس الأول، التي قال فيها: «علي مصر أن توقف تهريب الأسلحة إلي قطاع غزة.. والقدس ستبقي عاصمة لإسرائيل»، مؤكدين عدم معرفة أوباما بتفاصيل هذه القضايا، وأن حديثه عنها مجرد تصريحات انتخابية هدفها الفوز بتأييد إسرائيل.

وعلق الدكتور عبدالمنعم سعيد، رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، علي تصريحات أوباما بقوله: «إنها تعكس عدم معرفته بالتفاصيل فيما يتعلق بالحدود المصرية مع قطاع غزة»، مشيرًا إلي أن أعضاء الكونجرس الذين زاروا مصر مؤخرًا، «عادوا بصورة مختلفة عن هذا الموضوع».

وقال سعيد: «يجب علينا أن نتواصل بشكل أكبر مع كل المرشحين الأمريكيين لتوضيح الأمر»، مشيرًا إلي أن قضية تهريب الأسلحة مثارة في الدوائر الأمريكية منذ فترة.

وأضاف أن تصريحات أوباما يجب تفسيرها في ضوء المكان الذي قيلت فيه، وهو منظمة «ايباك»، أهم المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، مشيرًا إلي أن أوباما حريص علي الحصول علي أصوات اليهود في الانتخابات، خاصة في ولايتي نيويورك وكاليفورنيا ذات الثقل في المجمع الانتخابي.

وأوضح أن اليهود عادة يعطون أصواتهم للمرشح الديمقراطي، وأنهم لم يعطوا أصواتهم للمرشح الجمهوري إلا عند ترشيح الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان في الثمانينيات.

وقال سعيد: إن خطاب أوباما لا يتضمن شيئًا جديدًا، فكل المرشحين للرئاسة، ورؤساء الولايات المتحدة علي مدي الأربعين عامًا الماضية تبنوا السياسة نفسها، ولكن هذا لا يعني أن «أوباما لن يحمل تغييرًا».

وأضاف: كما أن الشيطان يكمن في التفاصيل، فالملاك أيضًا كذلك، موضحًا أن أوباما عندما تحدث عن القدس لم يوضح هل هي القدس الغربية أم الشرقية، وعادة يعني الأمريكيون بها القدس الغربية.

وتابع: السؤال المهم هنا هو إلي أي حد سيتحرك أوباما بين مواقف الرئيس الأمريكي جورج بوش في ولايته الأولي عن السلام، ورؤية الرئيس السابق بيل كلينتون، التي اقتربت من فكرة الدولة الفلسطينية علي حدود ١٩٦٧.

وقال المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية المقالة طاهر النونو: إن أوباما «لبس» النظارة الإسرائيلية مبكرًا، مشيرًا إلي أن تصريحاته «تخالف» القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة بشأن القدس، ورفضه التعامل مع «حماس» «يناقض» مبادئ الديمقراطية التي رشح نفسه علي أساسها.

ووصف الدكتور وحيد عبدالمجيد، الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، تصريحات أوباما بأنها بداية مزايدات كثيرة ومتصاعدة سيقوم بها أوباما في الفترة المقبلة، نتيجة شعوره باهتزاز موقفه فيما يتعلق بإسرائيل.

وقال عبدالمجيد: إن أوباما يشعر بالضعف نتيجة الشبهات التي أثيرت حول انتماءاته وعائلته وما قيل عن إسلام والده، وهذا يجعله يخشي أن يؤثر ذلك علي نتيجة الانتخابات.

وأضاف إن أوباما سيرفع في الفترة المقبلة حدة المزايدات إلي أقصي درجة، وسنسمعه يهاجم مصر ودولاً عربية أخري، و«حماس»، و«حزب الله» رغبة في إرضاء إسرائيل، مشيرًا إلي أن أوباما لم يكن يقصد مصر عندما تحدث عن تهريب الأسلحة، إنما كان يقصد تأكيد ولائه لإسرائيل.

وتابع: إن أوباما «ليس ملما» بتفاصيل قضية تهريب الأسلحة، وإنما هي مجرد عناوين يستخدمها للحصول علي تأييد اليهود، ولا يعني هجومه علي مصر أنه سيكون معاديا لها عندما يفوز بالرئاسة، أو أنه سينقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلي القدس، مؤكدًا أن تصريحات أوباما «مجرد كلام انتخابي».

المصدر:المصري اليوم